|
إنّ من الضروري الإجابة عن سؤالين أساسيّين قبل الولوج في مجال الفلسفة. السؤال الأول: ما هي الفلسفة؟ وأيّ نوع هي المعرفة الفلسفية؟ والآخر: ما هو المراد من "إسلاميّة" الفلسفة؟ ولماذا تتّصف فلسفتنا، في الأساس، بصفة "الإسلاميّة"؟
لقد تمّ تقديم العديد من التعاريف حول "ماهيّة الفلسفة" من قبل الفلاسفة. وفي هذا السياق، قدّم صدرالمتألّهين تعريفين عن هذا الموضوع، يحظيان بدورهما بأهميّة خاصّة وبالغة. التعريف الأوّل هو أنّ الفلسفة عبارة عن العلم المباحث عن "الوجود"، وعوارضه، وخصائصه، وأحواله؛ فيسعى إلى الإجابة عن مسائل الإنسان وأسئلته الأساسيّة في مجال علم الوجود (الأنطولوجيا) من خلال جهوده العقليّة والبرهانيّة. والتعريف الثاني هو أنّ الفلسفة عبارة عن النظام العلمي والعقلي للعالَم العيني الخارجي في نفس الإنسان وفكره.
إنّ الفلسفة الموجودة والمتحقّقة ـ التي تمّ تعريفها فيما سبق ـ إسلاميّةٌ بمعنى أنّها تكوّنت في البيئة الإسلاميّة وتكاملت في أجوائها، وتأثّرت كثيراً من التعاليم القرآنية والحديثيّة وفي مختلف أقسامها؛ وهذا التأثّر والاستلهام من تعاليم الديانة الإسلامية الحنيفة كان إلى درجة أنّ هذه الفلسفة، ودون أدنى شكّ لم تكن تسير في طريقها الحالي ـ الذي نشاهده ـ إذا لو ترعرعت في بيئة سوى البيئة الإسلامية.
|
