استقطبت مسألة "النبوة" منذ القدم اهتمام المفكّرين علي صعيد علم الكلام والفلسفة الإسلامية، الأمر الذي حفز الباحث إلي دراسة رؤية الملّاصدرا حول حقيقة النبوّة وتحليلها بين سطور هذه المقالة اعتماداً علي المنهج المكتبي.
يقوم صدر المتألّهين ببيان حقيقة النبوّة وتحليلها علي أساس مبادئه الفلسفيّة كـ"التشكيك في الوجود"، و"الحركة الجوهريّة"، و"اتّحاد العاقل والمعقول" بالنظر إلي المؤهّلات النفسية للنبي. فإنّ النبي من منظوره هو الإنسان الذي توصّل إلي أعلي مراتب العقل النظري (العقل المستفاد) والعقل العملي (الفناء) إثر تجاوز مراحل الحسّ، والخيال، والارتقاء في مراتب العقل. وفي هذه الحالة تتّحد نفس النبي بالصور المعقولة والعقل الفعّال، وترتقي إلي ذروة المكانة الإنسانية وهي مقام النبوّة. يري صدر المتألّهين أنّ للنبي كمالات أوّلية وثانوية، يتمكّن عن طريقها من الوصول إلي الخلافة الإلهية واستحقاق قيادة الأُمّة، ويعتبر الملّاصدرا الشريعة كصورة ظاهرية للنبوّة، ويعتقد أنّ الولاية هي باطن النبوّة، ويعدّ شأن النبوّة من مراتب الولاية.
ولقد قام کاتب السطور، فقد قام بإجراء دراسة حول مباحث أخري كـ"الفرق بين النبيّ والوليّ"، و"النبي والفيلسوف"، و"مقام النبوّة والرسالة"، و"الفرق بين النبوة والكهانة" في رؤية الملّاصدرا، وذلك بغية بيان نظرية صدر المتألّهين حول حقيقة النبوة بشكل أفضل.
|