نسعي في هذه الورقة البحثية التي بين يدي القارئ الكريم إلي بيان نظرية آية الله جوادي الآملي الفريدة من نوعها حول إنتاج العلم الديني التي عرفت بـ"الحدّ الأقصي من العلم الديني"، وذلك من خلال انتهاج المنهج الوصفي-التحليلي، ومن ثمّ نقوم بالكشف عن كيفيّة تنظيمه لنظريّة إنتاج العلم الديني بحيث يحظي في ضوءها كلّ من المصادر المعرفيّة للبشر بقيمته الخاصّة ومكانته الملحوظة بما فيها العقل، والنقل، والشهود، والتجربة الحسّيّة.
يقوم الباحث في هذه المقالة بدراسة أفكار سماحة آية الله جوادي الآملي حول المعني الدقيق للعلم الديني، وبعد ذلك يتطرّق إلي بيان إستراتيجيات إنتاج العلم الديني في رؤيته، ويكشف عن أنّ سماحته توصّل إلي ثلاث عشرة إستراتيجية محدّدة ومبتنية علي نظريته في هذا المجال، وذلك من خلال قراءة جديدة عن معني الدين وارتباطه بالعقل، حيث يمكن تقسيم هذه الإستراتيجيات في علاقة طولية فيما بينها إلي "الإستراتيجيات المرتبطة بمجال التنظير"، و"الاستراتيجيات المرتبطة بمجال التنفيذ والعمل الميداني".
من جانب آخر، يعتقد كاتب السطور أنّ هناك بعض مواطن الخلل والغموض في النظرية، إلّا أنّنا نتمكّن من جعلها كمبدأ مناسب للممارسات التنظيرية والنشاطات العلمية علي صعيد إنتاج العلم الديني ، وذلك من خلال تحسين هذه النظرية وتلافي النقص فيها.
|