إنّ التشكيك هو بمعني رجوع ما به الاشتراك إلي ما به الامتياز، أو بعبارة أخري هو التمايز في مدي التمتّع بحقيقة واحدة.
أمّا معيار اتحاد التشكيك الطولي، فيتمثّل في حقيقة الوجود ومعيار اختلافه هو المراتب الوجودية في الشدّة والضعف. في حين أنّ التشكيك العرضي يُطرح في الحقائق التي تقع في مرتبة وجودية واحدة، وتضاهي كلّ واحدة منها ما عداها من حيث الشدّة والضعف، ولكنها في الوقت نفسه متمايزة، والتمايز هنا بمعني اختلاف الماهيّات وتشخيص الأفراد. ولمّا كانت الأصالة للوجود، فلابدّ من رجوع التمايز بكلّ أنواعه إليه. لذلك، فإنّ التشكيك العرضي يرجع إليه، حيث سنتطرّق إلي بيان كيفية رجوعه في ضوء التفاسير المختلفة عن عتبارية الماهيّة.
بناءً علي ما تقدّم، فإنّ معيار التمايز في التشكيك الطولي هو مراتب الوجود وفي التشكيك العرضي هو حدود الوجود (في التمايز النوعي) وتشخّص الوجود (في تمايز الأفراد)، حيث يرجع كل منهما، في الواقع، إلي الوجود. وبالطبع، لابدّ لتطبيق هذا المعيار علي الأقوال المختلفة في التشكيك وأقسامها كالتشكيك العامي، والتشكيك الخاصي، والتشكيك خاص الخاصي لأمن الالتباس فيها
|