|
يري الأستاذ خسروبناه أنّنا نحتاج إلي العلوم الإنسانية لتأسيس الحضارة الإسلامية، إنّ الأستاذ يعتقد أنّ النسبة بيننا وبين الحضارة الغربية هي نسبة الانتقاء، ويستمدّ يد العون إلي الدين لتطهير الماورائية المعادية للدين في العلوم الموجودة، كما يعتصم بالفلسفة الصدرائية لتوفير الماورائية الفلسفية للعلوم. وفي نهاية المطاف يقوم بتأسيس "الحكمة الأهلية" بعد إجراء دراسة باثولوجية في الفلسفة الإسلامية عبر منهج تأريخي-منطقي مبتدع يعرف باسم "الرصد".
ففي فلسفة الأستاذ خسروبناه هذه، يتحوّل كلّ واحد من العوارض والأحكام الانضمامية أو التجريدية والاستنتاجية للوجود الانضمامي للإنسان إلي موضوع كلّي، بحيث إنّ عوارض هذا الموضوع وأحكامه تؤدي إلي تكوين أنواع الفلسفة المضافة إلي الحقائق. يقوم الأستاذ من خلال منهج "الرصد" بإعادة النظر في العلوم وفي فلسفتها، ويدرج يضمّن الماورائية المحصّلة في فلسفة كلّ علم أوّلاً، وفي المرحلة الثانية في نفس العلوم لكي يحصل علي العلم الدينيّ. أمّا النقطة الأساسية في هذه النظرية، فهي أنّ هكذا فكرة إذا انتقلت من النظريّة إلي الواقع، فإنّ النتيجة ستكون علماً فلسفياً فحسب، وليست حضارةً تتمحور حول الوحي وتعاليم الأنبياء.
إضافة إلي ما ذكر، فتتعرّض نظرية الأستاذ خسروبناه لانتقادات أخري منها: "بناؤها علي فرضيّة القابلية الكامنة في الفلسفة الصدرائية للولوج في مجال إدارة العلوم ومناقشة أنواع الفلسفة المضافة".
فإنّنا في هذه المقالة نقوم بطرح آراءنا في مجال "ماهية العلم الحديث" و"ماهية الدين" ونسعي من خلاله إلي أن نكون أكثر اقتراباً من فهم نظرية العلم الديني عند الأستاذ خسرو بناه، وذلك بعد بيان ضرورة البحث عن العلم الديني.
|
