کد مقاله : 13980604133953020076
عنوان مقاله : غاية الخلق وكيفيّة فاعليّة الحقّ سبحانه من منظار ابن سينا في ضوء كتاب الإشارات والتنبيهات
کلمات کلیدی : هدف الخلق ، الغاية ، الغرض ، فاعلية الله سبحانه وتعالى ، الفاعل بالعناية ، الفاعل بالقصد ، الفاعل المختار ، ابن سينا ، المعتزلة
نشریه شماره : 2 Spring-Summer 2016
مشاهده شده : 478
فایل های مقاله :
يرى ابن سينا بأنّ واجب الوجود لا يتطلّع إلى غرض في خلق الكون، ويصرّ في كتابه المسمّى بـ"الإشارات" ـ الذي يعتبر من مؤلّفاته الأخيرة حول الفلسفة ـ على أنّ واجب الوجود لا يمكن له أن يطمح في أفعاله إلى حُسن أو أولويّة؛ إذ إنّ كلّ فاعل يصدر عنه فعلٌ ما من أجل الحصول على حُسن أو أولويةٍ، فهو ليس كاملاً ذاتاً وصفةً؛ بل هو ناقصٌ ولا يمكن له أن يكون واجب الوجود بسبب هذا النقصان. يعتقد ابن سينا بأنّ المَلِك والسلطان الحقيقي في غنى عن كلّ حاجة، بينما الجميع يحتاجون إليه، وفعله هو الجود بكلّ معنى للكلمة ويخلو من كلّ غرض وغاية. والسبب في ذلك انّه إذا كان صدور الفعل ينطوي على غرض، لزم الاعتراف لفاعله بالأولوية بكلّ تأكيد. أو بعبارة أخرى، بما أنّ واجب الوجود هو غنيٌّ بالذات، فلذلك لا يمكن لأيّ شيء أن يحلّ محلّ الغرض لذات الحقّ سبحانه وتعالى، والسرّ في ذلك يكمن في غنائه الذاتي، حيث إنّ كون واجب الوجود ذا غرض في فعله يتعارض وغنائه. ومن هذا المنطلق، فحتى الأعمال الصالحة لا يمكن أن تكون غرضاً لواجب الوجود، بل الغرض من خلق الكون هو العناية الإلهية. بعبارة أخرى تجلّي النظام الشامل للكون في علم الله سبحانه وتعالى الأزلي بكلّ تفاصيله، هو السبب في إفاضة ذات الحق النظامَ الكوني بما فيه من الترتيب والتفصيل المعقولين. فعلى الرغم من أنّ واجب الوجود فاعلٌ مختار، إلّا أنّ فاعليّته من نوع الفاعليّة بالعناية.