الاعتقاد بالعوالم المتعددة والاستدلال على وجودها کان يتردد على ألسنة العامّة ويذكر في كتب الخواصّ منذ زمن قديم، وأقام العلماء مختلف الاستدلالات على إثباتها. إنّ هذه العوالم تنطبق بعضها على البعض الآخر، بحيث كلّ عالم أسفل بمثابة ظلّ الأعلی الفوقي، والعالم الأعلى هو نفس العالم الأسفل سوى نواقصه وعيوبه. كما أنّ العوالم الأعلى من ناحية الحضور توجد في جميع مراتب العوالم السفلى ولا يصدق عكسه، وبعبارة أخرى، فإنّ كلّ ما يوجد في عالم الطبيعة وجوداً ماديّاً وجسمانياً يمكن العثور عليها في عالم المثال والعقل وعالم الإله؛ ولكنّه يتمثّل في وجود مثاليّ وعقلي وإلهي دون الوجود المادي والطبيعي. وكذلك كلّ ما يوجد في عالم المثال بمثابة ظلّ لحقيقة اشدّ قوّة توجد في عالم العقل والروح، وكلّ ما يوجد في عالم العقل أو عالم أعلى منه هو في الواقع وجود أفضل لنفس الوجود في العوالم السفلى، حيث يُعبّر عن مثل هذه الفوقية والتحتية بـ"الحقيقة"، و"الرقيقة" بحيث كلّ سافل يعدّ رقيقة لحقيقة عليا.
|