دعا القرآن الكريم الإنسان إلى التفكير والتعقّل في أكثر من ثلاثمائة آية. أمّا من منظار العلّامة الطباطبائي، فإنّ التفكير الذي يؤكّده القرآن الكريم ويؤيّده ليس إلّا أسلوب التفكير المنطقي والفلسفي. وبناءً على هذا، فإنّ العقل إلى جانب النقل يعدّ من مصادر المعرفة الدينية. ويرى العلّامة أنّ التعارض بين الحكم القطعي للعقل والحكم القطعي للنقل بعيد الاحتمال ومستحيل أساساً. وفي حال تعارض الدليل العقلي القطعي مع ظاهر الدليل النقلي، فإنّ الدليل العقلي مقدّم على الدليل الظنّي النقلي. ويتصدّى المرحوم العلّامة للردّ على إشكاليات منكري منهج الاستدلال المنطقي والفلسفي تفصيلاً، ومن جانب آخر ينكر بقوّة منهج البحث في علم الكلام بسبب عدم انطباقه على التعقل البرهاني والتفكير الاستدلالي. وأخيراً يمكن القول: إنّ نتيجة وجهة نظر العلّامة الطباطبائي تتمثّل في اتّحاد العقل والوحي والتوافق بين التعاليم الوحيانية والإنجازات العقلية الفلسفية.
|