لا يمكن أن نجعل وجود الهيولى أو عدم وجوده معياراً لتقسيم الموجودات إلى المجرّد والمادّي إلّا إذا كانت براهين إثباته تامّةً. ونتيجة لذلك، فإنّ من الضروري إثبات القوة كالعرضي خارج الذات للماديّات، واستحالتها للمجرّدات من خلال البراهين العقلية، وذلك من أجل إثبات القوّة وإمكانية تغيّرها في جميع الماديّات وعدم إمكانيته في المجرّدات. ولكن لم يقم الفلاسفة بعدُ بإقامة مثل هذا البرهان، وعليه، فإنّ قبول الاستقرار أو التغيّر في المجرّدات يستلزم البيان النقلي. أمّا الباحث في المقالة التي بين يدي القارئ الكريم، فيقوم بدراسة براهين إثبات الهيولى.
|