كما تنقسم الهلية المركبة إلى قسمين، الی تنقسم القضيّة الحملية الموجبة إلى نوعين هما الهلية البسيطة والهلية المركّبة، و يُستخدم في الاستدلال على إثبات الوجود الرابط مفاد الهللیة المرکّبة أي "ثبوت الشيء للشيء" و نستخدم في هذه الدراسة قسمها من الهليات المركبة التي يكون فيها وجود المحمول في الخارج غير وجود الموضوع. ويوجد في مثل هذه القضايا ما يسمّى بـ"النسبة" وهي في زمرة المعاني الحرفية وتعدّ كالرابط بين الموضوع والمحمول. ولا يحتاج وجود النسبة في هذا النوع من القضايا إلى الإثبات؛ وإنّما يكفي لإثباته وتصديقه الرجوع إلى الوجدان والعلم الحضوري، أمّا في المقابل، فإنّ كون النسبة مفهوماً حرفياً يحتاج إلى الاستدلال. فإذا قلنا إنّ النسبة مفهوم اسميّ فإنّ هذا يستلزم التسلسل المحال، وعليه فيمكن أن نستنبط أنّ النسبة مفهوم حرفي.
وهكذا تجاوزنا مرحلة من مراحل الاستدلال وهي إثبات الوجود الرابط في عالم الذهن والمفاهيم، أمّا المرحلة النهائية والمقصود الرئيس للفيلسوف يتمثّل في إثبات الوجود الرابط في عالم الخارج. وفي هذه المرحلة نقول: إنّ الهليّات المركّبة الخارجية الصادقة تنطبق على الخارج بجميع أجزائها، وبالتالي، فإنّ النسبة بين الموضوع والمحمول كذلك تنطبق على الخارج ولها مصداق خاصّ بها.
|